ريهام متطوعة سودانية في الهلال الأحمر المصري. تخرجت كطبيبة في السودان في عمر ال٢١. بعد عام ونصف، تدعم عمل الهلال الأحمر المصري في مصر مع مجتمعات اللاجئين والناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي كمشرفة طبية.
تجد ريهام متعة كبيرة في دورها، وهي تعلم أنها تستطيع دعم أولئك الذين فروا من الحرب مثلها ولجأوا إلى مصر. "أنا ليس لدي الكثير من القوة، لذلك أريد مساعدتهم بقدر ما أستطيع. معظمهم [النساء] من بلدي أو مروا بنفس التجربة. أشعر بما مروا به".
الأزمات الإنسانية الحالية في المنطقة لم تؤد فقط إلى نزوح الآلاف من المجتمعات وتعريض المزيد من النساء والفتيات لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي، بل إنها أيضًا ألحقت ضررًا كبيرًا بالصحة النفسية للعاملين في المجال الإنساني في الخطوط الأمامية. يعاني الكثيرون من أعراض الإرهاق والصدمة الثانوية أثناء دعمهم للمجتمعات المتضررة من الحرب والنزوح.
ريهام شاهدة على ذلك. "عملي مرهق للغاية، خاصة عندما أعمل مع أشخاص مروا بنفس ما عانيت منه." تضيف ريهام، "لقد سلكت طريقًا لمدة يومين، وفي هذا الطريق شعرت بخوف شديد من حدوث أي [نوع من العنف القائم على النوع الاجتماعي]. عندما كنت أستمع إلى قصصهن، عادت ذكريات الماضي، وشعرت بالخوف." مثل كثير من زملائها، غالبًا ما تعود ريهام من العمل وهي تشعر بعدم تأدية عملها إلى حد كاف، تقول، "في بعض المواقف، أجد نفسي أقول إني لا أريد العمل بعد الآن، لأنني لم أستطع مساعدتهن".
ريهام واحدة من ٨٧ مشاركًا في عدة جولات من ورشة عمل الرعاية الذاتية الحساسة للصدمات التي استمرت ثلاثة أيام بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان والتي جمعت متطوعي الهلال الأحمر المصري، بالإضافة إلى موظفي المساحات الآمنة للنساء والفتيات التي تديرها مؤسسة اتجاه ووزارة الشباب والرياضة، والتي تقدم خدمات الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة له لمجتمعات اللاجئات. خلال الورشة، تعرف المشاركون على الجهاز العصبي، وكيف تتجلى الضغوط والصدمات على جسم الإنسان. كما وجدوا مساحة آمنة لمشاركة مشاعرهم وتجاربهم بشكل مفتوح، والتواصل حول التحديات الفريدة التي يواجهونها كعاملين في الخطوط الأمامية في المجال الإنساني. بالإضافة إلى ذلك، وجهتهم الورشة إلى ممارسة تقنيات الرعاية الذاتية لإدارة الضغوط والصدمات العاطفية، ومنحهم أدوات جديدة لرعاية رفاهيتهم وهم يواصلون دعم المحتاجين.
بالنسبة لريهام، عززت هذه الورشة ثقتها من خلال موازنة الرعاية التي تقدمها للآخرين مع الرعاية التي تقدمها لنفسها. تروي: "لقد ساعدني هذا على التحكم في ذكريات الماضي عندما يخبرونني بقصصهم، وإذا أتوا، أعرف كيفية التعامل معهم". "ساعدتني [الورشة] على فهم كيف يمكنني دعمهم، (...) وربطهم بالواقع من خلال الممارسات، وتذكيرهم بأنهم ليسوا هناك [حيث حدثت الصدمة]، بل هم هنا. وهذا سيساعدني على دعمهم".
وعلاوة على ذلك، قال المشاركون أن الورشة كان لها تأثير إيجابي على ديناميكيات الفريق. تؤكد ريهام على فكرة "القبول" باعتبارها أهم ما تعلمته: قبول أن الجميع يمكن أن يرتكبوا أخطاء، وأنه من الجيد أن نشعر بالعواطف ونشارك هذه المشاعر مع بعضنا البعض: "لقد سمعت كيف يتفاعل الآخرون مع التوتر، وأدركت أيضًا أعراضي الخاصة. أعتقد أن هذا جعلنا نفهم أننا لسنا مجرد عاملين بالمجال الإنساني، بل نحن أيضًا بشر. سنعود، وسيكون المكتب مختلفًا، إذا كانت لديهم مشكلة، فسيقوم معظمهم بالاطمئنان على بعضهم البعض أكثر".
بدعم من الوكالة الإيطالية للتعاون، ينفذ صندوق الأمم المتحدة للسكان هذه الورشة لموظفي مساحة النساء والفتيات الآمنة والمنظمات الشريكة للتأكيد على سلامة ورفاهة الموظفين، مما يضمن حصولهم على الدعم اللازم للحفاظ على صحتهم النفسية والجسدية أثناء تقديم خدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي الأساسية عالية الجودة في الاستجابة للاجئين في مصر.