رسالة المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان
اليوم، أنضم إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي ــ مون وسائر قادة العالم في إدانة العنف ضد المرأة والدعوة إلى اتخاذ إجراءات أقوى لمحاربة الإفلات من العقاب.
ذلك أن كل امرأة لها الحق في أن تعيش في كرامة، وأن تتحرر من الخوف والقسر والعنف والتمييز. ولكل امرأة الحق في الصحة، بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية. ومع ذلك، فإن ملايين النساء والفتيات في مختلف أرجاء العالم محرومات من هذه الحقوق الإنسانية.
ولذلك فإننا اليوم، وكل يوم، يجب أن نرفع صوتنا بقوة كي لا نسمح بأي تهاون إزاء كل أشكال العنف ضد النساء والفتيات. وعلينا أن نعترف بأن هذا الأمر ليس مسألة تخص المرأة، لكنه قضية تهمنا جميعاً.
إن العنف ضد المرأة ليس بالأمر الذي لا يمكن تجنبه. فالأسر والمجتمعات المحلية يمكن أن تغير من عاداتها ومواقفها الاجتماعية. ويمكن للحكومات أن تسن قوانين مشددة وأن تعمل على إنفاذها وتقديم الجناة إلى العدالة. ويمكن للمجتمعات أن تكفل الحق في الصحة الجنسية والصحة الإنجابية، بما في ذلك تقديم خدمات تنظيم الأسرة، وصحة الأم، والوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، والقدرة على اتخاذ خيارات حرة ومستنيرة بشأن قضايا لإنجاب.
ويعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان مع الحكومات وشركاء الأمم المتحدة والمجتمع المدني من أجل وقف العنف ضد النساء والفتيات وسن القوانين السليمة التي تكفل تقديم الجناة إلى العدالة. وإننا نعمل على تعزيز الحق في الصحة الجنسية والإنجابية والمضي قدماً في تنفيذ توصيات قرار مجلس الأمن 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن. ومن دواعي فخرنا أننا شريك رئيسي في الحملة التي شنها الأمين العام للأمم المتحدة تحت شعار ”اتحدوا من أجل إنهاء العنف ضد المرأة“ وفي فرقة عمل الأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد المرأة.
وإننا نتطلع إلى العمل الوثيق مع جهاز الأمم المتحدة المعني بشؤون المرأة من أجل شن استجابة أكثر فعالية تقضي على العنف ضد المرأة – سواء كان ذلك في وقت السلم أو في مرحلة النزاع أو أثناء الكوارث الطبيعية.
وإننا على اقتناع بأن الأخذ بنهج منسق وشامل سيجعلنا أشد قرباً من عالم تنعم فيه النساء والفتيات بعالم متحرر من الخوف والعنف والتمييز، وبلوغ كامل إمكاناتهن، والتمتع بتكافؤ الفرص والاحترام والثقة المتبادلين على قدم المساواة مع الرجال.