أنت هنا

تفتح نشوى محمد الدفتر أمامها وتلتقط هاتفها وتبدأ في مراجعة قائمتها والاتصال.

أعدت نشوى، وهي إحدى الرائدات الحضاريات في وحدة تنظيم الأسرة، أهالينا، في ضواحي القاهرة، قائمة بالنساء اللواتي توقفن عن تلقي وسائل تنظيم الأسرة منذ بداية انتشار فيروس كوفيد-١٩ في جميع أنحاء البلاد.

تقول نشوى لسيدة على الطرف الأخر من الخط: "لم تعدي تأتين وأنا أعرف أن الأمر خارج عن إرادتك بسبب الظروف الحالية، لذلك، أنا أكلمك لأسهل الأمور عليك."

يعمل مقدمو الخدمات في وحدة تنظيم الأسرة، أهالينا، على التأكد من أن الجائحة لا يعيق تقديم خدمات تنظيم الأسرة.

توضح نشوى محمد إنهم يقدمون بدائل طويلة الأمد للنساء التي تستخدم وسائل تنظيم الأسرة، واللاتي لا يرغبن في زيارة وحدة تنظيم الأسرة بانتظام في ظل الظروف الحالية التي تفرضها الجائحة.

تقول نشوى: "إما أن نقدم شريطين من الحبوب بدلاً من واحدة... أو نقدم إحدى وسائل تنظيم الأسرة وهي الكبسولات التي يمكن أن تستمر حتى ثلاث سنوات، أو اللولب الذي يمكن أن يستمر من ١٠-١٢ سنة."

بالنسبة لدعاء رمضان، احدى المترددات عللى الوحدة، فكان من المهم بالنسبة لها إجراء فحص دوري في وحدة تنظيم الأسرة على الرغم من مخاوفها من فيروس كوفيد-١٩.

تقول دعاء: "حتى لو كنت قلقة بشأن فيروس كورونا، ماذا لو تسبب لي اللولب في أي مضاعفات أسوأ من الفيروس؟ يجب أن أحضر وأجري الفحوصات... يمكنني أيضًا الحصول على إجابات لأسئلة لدي."

ومع ذلك، تحرص دعاء على اتخاذ الاحتياطات اللازمة لزيارتها. ترتدي كمامة وتحافظ على التباعد الاجتماعي بينها وبين المترددات الاخرين.

تقول دعاء: "الجميع هنا يرتدون الكمامة، ويغسل [مقدمو الخدمة] أيديهم، وتضمن الممرضات أن يحافظ الجميع على مسافة بين بعضهم البعض."

وبينما تجلس النساء في غرفة الانتظار، تتناوب نشوى وغيرها من الرائدات على تقديم ندوات كل ٣٠ دقيقة في منطقة الانتظار حول مواضيع مختلفة تتعلق بالصحة الإنجابية.

تقول نشوى: "نحن مُدربون على مواضيع مختلفة، وجميعها تتعلق بالمرأة لأنها الداعمة الأساسية للأسرة."

كما توضح نشوى أن تنظيم الأسرة يأتي على رأس قائمة الاهتمامات، حيث تتناول القائمة قضايا الصحة الإنجابية الأخرى مثل ختان الإناث والرضاعة الطبيعية وتنظيم الأسرة.

كجزء من دعم الاتحاد الأوروبي لمشروع تعزيز استراتيجية مصر القومية للسكان، يهدف صندوق الأمم المتحدة للسكان والاتحاد الأوروبي إلى زيادة استخدام تنظيم الأسرة الطوعي القائم على الحقوق. ويشمل ذلك شراء سلع تنظيم الأسرة، وتثقيف الشباب والأشخاص في سن الإنجاب حول تنظيم الأسرة، فضلاً عن بناء قدرات مقدمي الخدمات، بدءًا من الأطباء إلى الممرضات والرائدات الريفيات.

منذ انتشار فيروس كوفيد-١٩، اعتمد المشروع تدابير جديدة وعدّل البرامج الجارية للاستجابة للوباء وضمان استمرارية خدمات تنظيم الأسرة في مصر.

وقد قالت رئيسة قسم تنظيم الأسرة بمدينة السلام، الدكتورة جيهان إدوارد، أن الجائحة دفعتها إلى جمع فريق العمل لوضع خطة استجابة للتغلب التحديات التي يفرضها كوفيد-١٩.

وتقول د. جيهان إن الفريق يتكون من أطباء وممرضات ورائدات ومقدمي الخدمات في العيادات وأندية المرأة الصحية.

كما تسلط د. جيهان الضوء على أهمية تنظيم الأسرة كهدف وطني.

وتقول: "نشجع تنظيم الأسرة حتى يعرف كل فرد [في المجتمع] قيمته ودوره".

كما تقول إن هدفهم أثناء الوباء كان حماية النساء خلال هذا الوقت من الحمل غير المرغوب فيه.

بالنسبة لنشوى، فهي تعتقد أن لديها دورًا مهمًا تلعبه، لاستكمال دور الممرضات والأطباء. قامت بشطب اسم واحد من قائمتها وهي تغلق الهاتف.

وتقول: "سأراك غدًا، إذن".