أنت هنا

بمجرد أن بدأت شهرها التاسع من الحمل، بدأت ميادة رضا تشعر بالحمى وتعاني من سعال طفيف. بدأت تقلق عندما فقدت حاسة التذوق والشم.

وتتذكر قائلة: "راسلت طبيبتي وشرحت لها كيف كنت أشعر وأخبرتني أن هذه أعراض كوفيد-١٩."

ذهبت ميادة للخضوع للتحاليل ثم عادت إلى المنزل وقررت عزل نفسها. تتذكر أنها كانت تأمل ولادة طفلها بأمان، ثم تفكر في تعافيها من فيروس كورونا.

ساعدت عائلتها، التي تعيش في نفس المبنى، في إعداد غرفة لها حيث يمكنها قضاء فترة الحجر الصحي الخاصة بها.

وتقول: "كان عليّ أن أبتعد عن جميع افراد عائلتي، بما في ذلك ابنتي فريدة البالغة من العمر ٥ سنوات".

لكن ميادة فضلت غرفة مختلفة عن تلك التي أقيمت لها.

تقول: "اخترت غرفة أخرى بها نافذة تطل على نوافذ أخرى في المبنى، حتى يمكنني التحدث إلى الجميع ومعرفة اخبارهم من خلال الشباك".

شعرت ميادة بالعزاء في سماع صوت فريدة من خلال النافذة وهي تلعب مع اقاربها في المبنى.

بعد بضعة أيام، جاء موعد ولادة ميادة. كان عليها أن تلد في مستشفى الحجر الصحي، والتي جمعت حوامل آخرين مصابات بفيروس كورونا، بفضل الدكتور يحيى ديوار.

كان الدكتور يحيى، طبيب أمراض النساء ورئيس قسم الطوارئ، في الحجر الصحي في مستشفى في السادس من أكتوبر واقترح على وزارة الصحة والسكان نقل جميع المصابات بكوفيد-١٩ الحوامل إلى هذه المستشفى حتى يتمكن من متابعتهم.

منذ أن بدأ جائحة كوفيد-١٩ في الانتشار في مصر، قام بولادة ١٠ مصابات بكوفيد-١٩ويتابع مع ١٢-١٥ حالات آخرى.

تتذكر ميادة: "بمجرد أن ولدت، أخبرني الطبيب أن أنظر إلى يساري، أراني الطفل وقال لي هذا محمد ، هل يمكنك رؤيته؟ قلت:نعم، ثم أخذوه. "

تم فصل ميادة عن طفلها لمدة أسبوع، حتى خضعت هي و رضيعها للتحاليل مرة اخرى وجائت النتيجة سلبية. وعاد كلاهما إلى المنزل.

ينصح الدكتور يحيى النساء الحوامل بالبقاء في المنزل وعدم المخاطرة بصحتهن وصحة اجنتهن. ويوضح أن الفيروس يؤثر على مستويات الأكسجين لدى الأم وقد يؤثر بدوره على مستويات الأكسجين لدى الطفل.

ويضيف أنه كان يتابع مرضاه الحوامل عبر الهاتف أو عبر الفيديو، ما لم يكن من الضروري أن يقوموا بزيارته في العيادة.

كما ينصح النساء الحوامل بالفحص حالما يبدأن في الشعور بأعراض فيروس كورونا.

"كلما اكتشفت الأعراض بشكل أسرع، كلما كانت فرصك في العلاج والتعافي أفضل،" كما يقول.

وضع صندوق الأمم المتحدة للسكان إجراءات التشغيل الموحدة، بالتعاون الوثيق مع وزارة الصحة والسكان المصرية، لرعاية قبل الولادة وخدمات رعاية ما بعد الولادة خلال جائحة كوفيد-١٩على المستوى الأولي، وكذلك الولادة على المستوى الثانوي بما في ذلك في مواقع العزل.على الرغم من عدم وجود أدلة علمية تشير إلى أن النساء الحوامل لديهن قابلية متزايدة للإصابة بـ كوفيد-١٩ ولخطر نتائج ضائرة، فإن النساء الحوامل عادةً ما يخضعن لتغيرات صحية يمكن أن تجعلهن أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الخطيرة.

لذلك ينصح صندوق الأمم المتحدة للسكان بأن يتم معاملتهم بأولوية قصوى.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية ، لا يوجد أيضًا دليل يشير إلى أنه يمكن نقل كوفيد-١٩ من الأم إلى الجنين أثناء الحمل أو الولادة. كما لا يوجد دليل على نقله من الأم إلى الطفل أثناء الرضاعة الطبيعية.

يجب على الأمهات المصابات بأعراض الرضاعة الطبيعية مع ارتداء كمامة عند الاقتراب من الطفل (بما في ذلك أثناء الرضاعة)، وغسل اليدين قبل وبعد ملامسة الطفل (بما في ذلك الرضاعة) ، وتطهير الأسطح الملوثة.

أما ميادة فتتأمل في تجربتها وتقول انها مرت بسلام.

وتنصح لنساء الحوامل الأخريات: "أهم شيء هو تغذيتك وسلامتك العقلية، إذا حافظت على كليهما، فا من الممكن ان تعتبرينفسك تعافيت."