وفقًا لتعريفات الأمم المتحدة لمجموعات الشباب المختلفة، يُعرف "المراهقون" بأنهم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين ١٠ و ١٩ عامًا، بينما تشمل "الشباب" جميع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين ١٥ و ٢٤ عامًا. يوجد أكثر من ١،٥ مليار شخص في العالم تتراوح أعمارهم بين ١٠ و٢٥ عامًا. وهذه هي أكبر جيل من المراهقين في التاريخ، في عالم لم يكن بإمكان كبار السن أن يتخيلوه.
يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على تعزيز وحماية حقوق الشباب. وهو يتصور عالماً يتمتع فيه الفتيات والفتيان بفرص مثالية لتطوير إمكاناتهم بالكامل، للتعبير عن أنفسهم بحرية واحترام آرائهم، والعيش بعيدًا عن الفقر والتمييز والعنف.
لتحقيق ذلك، يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان عبر القطاعات ومع العديد من الشركاء من أجل: تمكين المراهقين والشباب بالمهارات لتحقيق أحلامهم، والتفكير النقدي، والتعبير عن أنفسهم بحرية؛ وتعزيز الصحة من خلال توفير الوصول إلى المعلومات والخدمات والمنتجات الصحية الجنسية والإنجابية؛ وربط الشباب ببرامج سبل العيش والتوظيف؛ ودعم حقوق الشباب، وخاصة الفتيات والفئات المهمشة؛ وتشجيع القيادة والمشاركة الشبابية في القرارات التي تؤثر عليهم.
يشكل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ١٠ و ٢٤ عامًا ما يقرب من ثلث سكان مصر. وقد ارتفع معدل الالتحاق بالتعليم في جميع المراحل للفتيات والفتيان خلال العقد الماضي، لكن عدد الفتيات اللواتي يذهبن إلى المدرسة أقل قليلًا من عدد الفتيان في كل مرحلة. كما تظهر الفوارق الإقليمية زيادة في الالتحاق بالمدارس للفتيات في المناطق الحضرية مقارنة بالمناطق الريفية، وفي صعيد مصر مقارنة بدلتا مصر. يشكل الشباب معظم قوة العمل من المراهقين، و لدى الشابات معدلات أعلى بكثير من البطالة.
الوضع في مصر:
يشكل الشباب اليوم في مصر حوالي ٦٠٪ من السكان. وقد شهدت بيئة السياسة العامة في مصر فيما يتعلق بالصحة الإنجابية للشباب والمراهقين تحسنًا مستمرًا، على الرغم من أنها ليست كافية بعد لتمكين الشباب بشكل كامل. يدعم دستور مصر حماية الأمهات والأطفال والشباب ويضمن حقوق النساء في الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية. وتتناول سياسة السكان في مصر مسألة الشباب البالغين فقط من خلال توفير الرعاية الصحية للفتيات قبل الزواج والفحوصات والاستشارات ما قبل الزواج.
خدمات الصحة الإنجابية تشمل قضايا متعلقة بدورة حياة النساء بأكملها. تطبيق الصحة الإنجابية للشباب يشمل مجموعة واسعة من الخدمات الشاملة والوصول إلى المعلومات. يجب معالجة القضايا مثل الممارسات الضارة من المؤسسات المحلية إلى الجهات الحكومية، والأسرة والأقران في المدارس، ومن الشباب إلى الكبار.
تبلغ الحاجة غير الملباة لتنظيم الأسرة بين النساء المتزوجات ١٤٪ وفقًا للمسح الصحي للأسرة المصرية. كما يشير المسح إلى أن العدد المثالي للأطفال بالنسبة للشباب الذين لم يتزوجوا بعد يصل إلى ٢،٦.
على الرغم من أن ختان الإناث لا يزال يمارس على نطاق واسع، إلا أن معدل الانتشار قد انخفض من ٩٢٪ في مسح ٢٠١٤ إلى ٨٦٪ في مسح ٢٠٢١ بين النساء في مصر.
يمكن لبرنامج الشباب بالشراكة مع الحكومة والمنظمات غير الحكومية أن يمكّن صندوق الأمم المتحدة للسكان من فهم السياق الذي ينشأ فيه الشباب والمراهقون، من أجل تعزيز السياسات الصديقة للشباب. يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر وشركاؤه الشباب في الحفاظ على صحة إنجابية جيدة. معظم البرامج المنفذة تأخذ الشباب كقضية مشتركة، بينما تستهدف بعض البرامج الشباب بشكل محدد.
تدخلات صندوق الأمم المتحدة للسكان:
يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على تمكين الشباب لتطوير مهاراتهم ومعرفتهم والدعم اللازم لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتهم وحياتهم، وبالتالي أسرهم ومجتمعاتهم.
أندية السكان: تعمل أندية السكان في مراكز الشباب في مختلف محافظات مصر، وتعد مركزًا لرفع الوعي حول قضايا السكان، بما في ذلك قضايا الصحة الإنجابية. يستخدم المتطوعون طرقًا تفاعلية ومبتكرة مثل الموسيقى والمسرح لنقل الرسائل إلى المجتمعات.
نواة وشمندورة: تهدف مبادرات نواة وشمندورة إلى تغيير المعتقدات والسلوكيات السلبية والضارة مثل العنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال أدوات التعليم والترفيه بما في ذلك المسرح والموسيقى. ومنذ عام ٢٠٢٠، يتم تنظيم مهرجان نواة السنوي للفنون المجتمعية حيث يقوم المتطوعون من مختلف المحافظات بإنتاج الأغاني والعروض المسرحية التي تحمل رسائل تتعلق بالصحة الانجابية.
شبكة تثقيف الأقران (Y-PEER): هي شبكة تستخدم أساليب تفاعلية مختلفة مثل الرياضة والمسرح لزيادة الوعي بين الشباب حول الصحة الإنجابية والعنف القائم على النوع الاجتماعي. تتضمن الأنشطة تدريب المدربين، ورش العمل التدريبية، وورش تطوير العروض، وتدريب المدربين الأقران.
المعلمون والطلاب: وقع صندوق الأمم المتحدة للسكان شراكة تدخلات استراتيجية مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لدمج قضايا الصحة الإنجابية والسكان في المناهج الدراسية. تم إجراء العديد من الأنشطة تحت هذه الشراكة، بما في ذلك تعزيز قدرة المعلمين في مجال التعليم السكاني واستخدام تقنيات التعليم والترفيه في الأنشطة اللامنهجية.
الرياضة من أجل التنمية: هي مبادرة الرياضة من أجل التنمية التي تهدف إلى جذب الشباب حول قضايا الصحة الإنجابية والسكانية. شملت المبادرة أنشطة شهرية تستمر ثلاثة أيام عبر محافظات مصر في عام 2019، حيث تم الترويج لقضايا تنموية مختلفة.
الموسيقى من أجل التنمية: يستخدم صندوق الأمم المتحدة للسكان الموسيقى لزيادة الوعي بين الشباب. لهذا الغرض، قام الصندوق بتوجيه العديد من الفرق الموسيقية لإنتاج أغاني تحمل رسائل حول قضايا السكان. قامت الفرق بجولات عبر العديد من محافظات مصر.
الفن من أجل التنمية: تعاون صندوق الأمم المتحدة للسكان مع مؤسسة عبد الوهاب عبد المحسن للثقافة والفن والتنمية في برلس، حيث قام بتدريب فنانين من مختلف أنحاء العالم حول تفويض صندوق الأمم المتحدة للسكان ودعوتهم للمشاركة في الندوة العالمية للرسم على الجدران والقوارب في كفر الشيخ. استخدم الفنانون جدران المدينة وقواربها كأدوات للرسم، حيث قاموا بتصوير قضايا سكانية في أعمالهم الفنية، مما أتاح منصة للحوار.