أنت هنا

تملأ خزانة راما القدور بعض المتعلقات والاغراض المستخدمة. في منزل راما، لا يضيع أي شئ هدراً.

تقول راما: "أقوم بتخزين اشياء مختلفة حتى لأفكر في طرق مختلفة لإعادة استخدامها".

تعتبر المواطنة السورية زائرة متكررة للمساحات الآمنة التي يديرها صندوق الأمم المتحدة للسكان، حيث بدأت في حضور ورش عمل للتوعية عن مواضيع الصحة الانجابية المختلفة، واكتسبت الحرف اليدوية من بين مهارات أخرى في سن ١٥.


 تقوم راما والمتطوعون بخياطة وتطريز الأزياء من الأكياس البلاستيكية والملابس القديمة

الآن في ال١٩ من عمرها ، تتطوع راما في المساحة الآمنة بمحافظة الشرقية، وتساهم في تطوير نصوص مسرحية وتصميم وبناء ديكور لعروض المسرح المجتمعي التي تتناول قضايا مختلفة مثل العنف القائم على النوع الاجتماعي والزواج المبكر.

باستخدام مهاراتهم في الحرف اليدوية والاستفادة من الموارد المتاحة، تقوم راما والمتطوعون الآخرون ببناء ديكورات المسرح بالكامل من مواد معاد تدويرها.

تشرح قائلة: "بدأنا في استخدام زجاجات المياه التي شربنا منها أثناء البروفات، وكذلك الصناديق التي حملتها، من بين مواد أخرى، فنحن مجرد ننظر إلى الاشياء المستخدمة ونفكر في كيفية جعل شكلها جميل."

تقول راما إن ديكور المسرح هو نتيجة تعاون المتطوعين من مختلف الأعمار.

يدير صندوق الأمم المتحدة للسكان ١٠ مساحات آمنة في سبع محافظات، مصممة للنساء والفتيات حيث يمكنهن الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية وخدمات الاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي - بما في ذلك النفسية والاجتماعية والقانونية والطبية. توفر المساحات الآمنة أيضًا ملاذاً لإنشاء شبكات اجتماعية وتلقي الدعم الاجتماعي. كما أنها تستضيف الأنشطة الترفيهية والمهنية.

يستخدم صندوق الأمم المتحدة للسكان تقنيات التعليم الترفيهي لزيادة الوعي حول القضايا السكانية، مثل الموسيقى والمسرح.

تقوم راما ومتطوعون آخرون في المساحات الآمنة بتركيب خلفيات المسرح من صناديق الكرتون الملونة وخياطة وتطريز الأزياء من الأكياس البلاستيكية وإنشاء إطارات للديكور من الأنابيب المعدنية المهملة.


تبني راما والمتطوعون المسرح من موارد معاد تدويرها 

وتقول إن المتطوعين يقومون حتى بجمع الاغراض الغير مستخدمة من منازلهم وإحضارها إلى المساحات الآمنة لاستخدامها للمسرح.

تقول راما إن إبداعاتها لا تقتصر بشكل خاص على ديكور المسرح، بل إن بعض الاشياء التي تصنعها من الموارد المهملة تستخدم لأغراض الديكور حول المساحات الآمنة.

بعض هذه  الاشغال اليدوية عبارة عن نسخ مصغرة من المسرح مصنوعة من أغطية زجاجات المياه البلاستيكية والفوم والقصاصات الخشبية.

كما اخذت راما حرفتها إلى صنع الهدايا لأصدقائها المساحات الآمنة والأطفال في مجتمعها.

تقول: "لقد غيرتني المساحات الآمنة حقًا".


بعض الاشياء التي تصنعها من الموارد المهملة تستخدم لأغراض الديكور حول المساحات الآمنة

بالجانب الى اكتساب راما المعرفة التي لم تكن لديها من قبل، تقول إنها اكتسبت مهارات حياتية أيضًا.

تقول: "لقد تعلمت كيف أعبر عن نفسي بشكل أفضل وأن أكون واثقة من نفسي. لقد تعلمت أيضًا كيفية التواصل بشكل أفضل مع الأشخاص مما يمكّنني من نقل المعلومات التي أكتسبها إلى الآخرين داخل مجتمعي".

وترى راما قيمة العروض المسرحية المجتمعية، التي استوحى بعضها من قصص حقيقية من المجتمع، في تسليط الضوء على القضايا المهمة بطريقة جذابة ومسلية.

تتعهد راما بمواصلة اعادة تدوير الموارد، وتريد أن يكون ذلك "أسلوب حياتها".

تقول: "أنا أعتبر الأشياء المهملة هدية من الطبيعة لي، لذا لن أدعها تضيع هدراً".