قام وفد من صندوق الأمم المتحدة للسكان وسفارة المملكة النرويجية بزيارة إلى محافظة القليوبية لمتابعة التدخلات المبتكرة والمستدامة لمواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي وتمكين النساء والفتيات لتحقيق كامل إمكاناتهن، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة ووزارة الشباب والرياضة.
سلطت الزيارة الضوء على النتائج الملموسة للشراكة المستمرة مع السفارة النرويجية في إطار مشروع "نهج شامل للنمو السكاني وتحسين الخصائص السكانية، من خلال تمكين الشباب، والاستثمار في الفتيات المراهقات، والتصدي لجميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات." ويستند هذا المشروع، الذي يمتد لثلاث سنوات (٢٠٢٣-٢٠٢٦)، إلى تعاونات ناجحة سابقة، ويُركز على تمكين الشباب، والصحة الإنجابية، ومكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات.
بدأ الوفد، برئاسة السيدة هيلدا كليمتسدال، سفيرة النرويج في مصر، والسيد إيف ساسينراث، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، والدكتورة سلمى دوارة، ممثلة المجلس القومي للمرأة، يومه بلقاء مجاملة مع المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية. ركزت المناقشات على تعزيز التعاون متعدد القطاعات لتعزيز جهود الوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة له على المستوى المحلي، انطلاقًا من التزام المحافظة بتحسين الخدمات وجودة الحياة لسكانها.
أكد محافظ القليوبية خلال الاجتماع على أهمية التعاون الدولي في دعم جهود مصر لمكافحة العنف ضد المرأة وتوفير بيئة آمنة لها في جميع المجالات. وقال: "نعمل لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف ضد المرأة. ونركز بشكل خاص على تقديم خدمات الدعم النفسي والطبي والقانوني للنساء الناجيات من العنف، بالإضافة إلى برامج التوعية والتثقيف التي تهدف إلى تغيير المفاهيم الخاطئة حول هذه القضية".
في جامعة بنها، التقى الوفد بالأستاذ الدكتور ناصر الجيزاوي، رئيس الجامعة، وقام بجولة في وحدة مناهضة العنف ضد المرأة التابعة للجامعة ووحدة المرأة الآمنة بمستشفى بنها الجامعي. تدمج هذه النماذج الرائدة، التي أُنشئت بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان والمجلس القومي للمرأة، الخدمات الطبية والنفسية والقانونية لخلق بيئة تعليمية آمنة للنساء والفتيات. خلال عرض فني، سلّط موظفو الوحدتين الضوء على نهجهم المُركّز على الناجيات، مُقدّمين قنوات إبلاغ رسمية وغير رسمية، وإسعافات أولية نفسية، ودعمًا قانونيًا، وخدمات طبية أساسية. كما يُمثّل إشراك الطلاب في حملات التوعية حجر الزاوية في جهود وحدة الجامعة في التواصل، مما يُغيّر ثقافة الحرم الجامعي ومواقفه تجاه العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وتابع الوفد زيارته إلى فرع المجلس القومي للمرأة في القليوبية، حيث زار ورش التدريب المعنية بتمكين الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال التدريب المهني على الحرف اليدوية مثل الجلود والتطريز والخياطة. ومن خلال هذه المبادرة، يتلقّين النساء أيضًا الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني، مما يضمن نهجًا شاملًا للتعافي والتمكين. وأكدت المناقشات غير الرسمية مع المستفيدات على الأثر التحويلي لربط التمكين الاقتصادي بخدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي.
واختتمت الزيارة الميدانية بجلسة تفاعلية في نادي التوعية السكانية بمركز شباب كفر مناقر، وهو جزء من برنامج أندية السكان. أدار المتطوعون مناقشات حول أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي وآثاره، وآليات الإحالة المتاحة، ودور الشباب في الدعوة إلى مجتمعات أكثر أمانًا. وعكست الجلسة، التي عُقدت بالشراكة مع وزارة الشباب والرياضة، التزام صندوق الأمم المتحدة للسكان بالاستثمار في الشباب باعتبارهم ركائز أساسية للتغيير.