أنت هنا

بالنسبة لإحسان، كان قرار اخضاع ابنتها الاصغر لختان الإناث محل شك. حاولت طرح الموضوع مع زوجها صالح لكنه رفض مناقشته.

كان صالح تحت ضغط شديد من مجتمعه في أسيوط، وكان قلقًا من ردود الأفعال اذا لم يتبعوا التقاليد.

لكن إحسان لم تستسلم.

يعيشان إحسان وصالح في أسيوط مع بناتهم الثلاثة، وقد قاما بختان الفتاتين الأكبر سناً.

قال إحسان: "لقد ورثنا هذا التقليد، لذلك قمت بتعريض بناتي للختان حسب تعليمات والدتي وحماتي."

بعد أن حضرت إحسان عدة جلسات توعوية في إطار برنامج "أبطال التغيير،" جمعت إحسان القدر الكافي من المعرفة والمهارات اللازمة للتأثير على رأي زوجها.

تم تطوير برنامج أبطال التغيير الذي يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان من قبل بلان إنترناشيونال، والذي يسعى إلى مكافحة عدم المساواة بين الجنسين والممارسات الضارة من خلال تمكين الفتيات وإشراك الشباب.

اكتسبت إحسان معلومات عن دورها كامرأة في المجتمع، ومدى أهمية التعبير عن رأيها. كما حضرت دورات تدريبية حول مهارات التواصل وحل المشكلات. لكن الجلسات التي جذبت انتباهها الاكثر كانت تدور حول المفاهيم الخاطئة حول ختان الإناث والزواج المبكر.

وشجعت إحسان ابنتها ايضا على الانضمام في برنامج أبطال التغيير، للتعرف على نفسها وجسدها.

أصبحت إحسان مقتنعة أن ختان الإناث ممارسة ضارة وتدرك تأثيرها على الصحة البدنية والنفسية للفتيات.

أقنعت زوجها بحضور جلسة توعية حول ختان الإناث، تناولت هذه الممارسة من منظور ديني وطبي وقانوني.

بعد الجلسة، بدأ صلاح يتساءل عما اذا كان تعرض للتضليل بسبب المفاهيم الدينية والمجتمعية الخاطئة.

وقال: "كنت مقتنع أن ختان الإناث ضروري بسبب المفاهيم الخاطئة والتفسيرات الدينية المضللة."

بدأ صالح يدرك أن ختان الإناث ممارسة ضارة، متأصلة في التقاليد والمعتقدات الخاطئة، وقرر مع زوجته عدم تعريض ابنتهم الأصغر للختان. عندما بدأ صالح مواجهة مجتمعه والافصاح عن قرارهم بعدم تعريض ابنتهم لختان الإناث، واجه انتقادات كثيرة.

ومع ذلك، لم يمنعه هو وزوجته ذلك من الدعوة للتخلي عن هذه الممارسة الضارة والتحدث علانية عن ضرورة مكافحة ختان الإناث.

الآن، تعتبر إحسان وزوجها صالح مؤثرين للغاية في مجتمعهما، وقد ساعدا في نشر الوعي وتبديد المفاهيم الخاطئة حول ختان الإناث.