أنت هنا

على عكس العديد من النساء الحوامل، لم تكن ريم سلامة قلقة بشأن الولادة. على الرغم من أن هذا هو مولودها الأول، إلا أنها كانت هادئة بشأن الموضوع. أي حتى وصول كوفيد-١٩ إلى مصر.

تقول ريم: "لم أكن قلقة بشأن الولادة، أو قلقة بشأن مستشفى الولادة، ولكن الآن تغير كل شيء."

كانت قد خططت ريم لإنجاب طفلها، المقرر ولادته في مايو، ولكنها تقول إن خططها تغيرت نظرًا لانتشار كوفيد-١٩.

"غير فيروس كورونا جميع خططي،" تقول ريم، "الآن يجب أن اكون حذرة في اختياري مستشفى للولادة وأن أتأكد من عدم ظهور أي حالات هناك."

لازالت ريم في مرحلة البحث عن مستشفى مناسبة لتنجب طفلها، لكونها حريصة على الولادة الآمنة.

وتقول: "أريد ولادة طبيعية وأريد أن يكون الطفل بصحة جيدة."

تقول ريم، البالغة من العمر ٢٧ عامًا، أن العيادة التي كانت تذهب اليها للمتابعة مع طبيبتها تقع في قرية حيث ورد أن شخصين يتعالجان من كوفيد-١٩، لذلك توقفت عن الذهاب و تستكمل المتابعة مع طبيبتها عبر هاتف.

ريم هي واحدة من العديد من النساء الحوامل اللواتي ازدادت مخاوفهن بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن كوفيد-١٩ حالة طوارئ صحية عالمية.

وقد التزمت بالإرشادات التي حددتها منظمة الصحة العالمية؛ نادرًا ما تغادر منزلها وتتأكد من أنها تغسل يديها جيدًا.

وتتابع ريم العديد من الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تطرح النساء الحوامل أسئلة وتتبادل النصائح والمعلومات حول الحمل والولادة الآمنة في مصر.

"هل يستطيع أحد أن يخبرني كيف ا رفع مناعتي أثناء الحمل؟" سألت واحدة، "أنا خائفة ولا أعرف ماذا أفعل."

"أنا حامل وأحتاج إلى إجراء بعض التحاليل، هل هناك خطورة في الذهاب إلى المعمل؟" سألت آخرى.

مريم مختار، التي المقرر ولادة طفلها في يونيو، مترددة في التوجه إلى المعمل لإجراء بعض التحاليل.

وتقول: "لم أكن أرغب في المخاطرة."

يوصي صندوق الأمم المتحدة للسكان بإعطاء الأولوية لخدمات صحة الأم كخدمة صحية أساسية، من بين رعاية الصحة الجنسية والإنجابية.

لا يوجد حاليًا دليل علمي على أن النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بأمراض حادة من عامة السكان، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. ومع ذلك، بسبب التغيرات في أجسامهم وجهازهم المناعي، يمكن أن تتأثر النساء الحوامل بشدة ببعض التهابات الجهاز التنفسي. لذلك من المهم أن يتخذوا الاحتياطات لحماية أنفسهم من كوفيد-١٩.

تتماشى الاحتياطات مع الاحتياطات العامة التي يتخذها عامة الناس بما في ذلك غسل اليدين والتباعد الاجتماعي وتجنب لمس العين والأنف والفم.

لا يوجد أي دليل حتى الآن على أن النساء الحوامل المصابات بكوفيد-١٩ يمكنهن نقل الفيروس إلى جنينهن أو طفلهن أثناء الحمل أو الولادة. حتى الآن، لم يُعثر العثور على الفيروس في عينات من السائل الأمنيوسي أو حليب الأم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

يقول طبيب النساء والتوليد، د. محمد مراد، أن في حين أن معظم الأمهات الحوامل يشعرن بالذعر بسبب الظروف الحالية، يعمل الأطباء مثله لتهدئتهن وتهدئة مخاوفهن.

ويوضح الدكتور أن الإجراءات التي يطلب من النساء الحوامل الالتزام بها هي نفس الإجراءات التي يتبعها الجميع، لكنه يسلط الضوء على أهمية زيارات المتابعة المنتظمة، ويقول إنه يُجرى اتخاذ احتياطات خاصة للحفاظ على التباعد الاجتماعي.

يوضح د. محمد أيضًا أنه يجب وضع جداول زمنية محددة لضمان عدد أقل من الأشخاص في غرف انتظار العيادات. كما يقول إنه يجب على الأمهات الحوامل الالتزام "بالعيادات ذات الخطوة الواحدة"، حيث يتابعن، ويحصلن على الموجات فوق الصوتية وأي فحوصات مطلوبة ويُجرى كل ذلك في زيارة واحدة.

كما يضيف د. محمد أن بعض زيارات المتابعة تُجرى من خلال مكالمات الفيديو بدلاً من الذهاب إلى العيادة.

وحسب ما يقول د. محمد، فإن إجراءات السلامة الرئيسية التي يجب اتخاذها أثناء الولادة يجب أن يتخذها مقدمو الرعاية الصحية للنساء الحوامل. ويسلط الدكتور الضوء على أهمية ارتداء معدات الحماية الشخصية أثناء رعاية الأمهات في حالة المخاض لضمان الولادة الآمنة.

من جانبها ،تتخذ ريم إجراءات وقائية خاصة بها استعدادًا لولادة في المستشفى.

بالإضافة إلى تعبئة مستلزماتها واحتياجات مولودها الجديد، تأخذ ريم أيضًا المطهرات والأقنعة والقفازات، كما ستقوم بحزم الملاءات والمناشف الخاصة بها.

بينما تقول مريم أنها تثق بطبيبها، قامت أيضًا بزيارة إلى المستشفى حيث من المفترض أن تنجب طفلها للحصول على فكرة عن المنشأة.

وتقول ريم: "كنت أتحرى النظافة واستجابة الموظفين وتوافر المعلومات،" مضيفة أنها اطمئنت بسبب شفافية ومعرفة الطاقم الطبي.

يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان مع وزارة الصحة والسكان المصرية لتعزيز النظم الصحية وحماية مقدمي الرعاية الصحية للنساء الحوامل وتوفير رعاية صحية آمنة للنساء الحوامل.