أنت هنا

اصطفت أربعون شابة مجهزة بأحزمة الأمان ومعدات سلامة اخرى، واستعدن لخوض تحدي الحبال العالية وتسلق عمود طوله ستة أمتار.

بدأت الشابات في العبور على حبال وجسور عالية تتأرجح في الهواء.

تأتي هذه المغامرة كجزء من معسكر الميسرات الذي تم تنفيذه مع ويل سبرينج في ديسمبر، حيث تم تدريب ٤٠ شابة لبرنامج تدريبي لمدة ثلاثة أيام وتزويدهن بالمهارات والمعلومات لتنفيذ إطار عمل برنامج نورة مع الفتيات المراهقات في قراهم بأسيوط.

يتمحور إطار عمل برنامج نورة حول الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين ١٠-١٤ عامًا، و يسعى إلى تمكينهن من خلال تزويدهن بالمهارات الصحية والاجتماعية والاقتصادية والرقمية لتمكينهن من اتخاذ خيارات أفضل.

بدأت الجلسات في القرى بمحافظة أسيوط بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، وقريبا بسوهاج.

يأتي الإطار تحت رعاية السيدة الأولى انتصار السيسي، ويتم تنفيذه في إطار المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية من قبل صندوق الأمم المتحدة للسكان والمجلس القومي للمرأة.

يتم تدريب الشابات في الفئة العمرية ١٨- ٢٤ عاماً، ليصبحن ميسرات في برنامج بناء القدرات، وهن ينتمين إلى نفس القرى وسيخضعن لنفس برنامج إطار بناء القدرات الاجتماعية والاقتصادية خلال فترةٍ زمنيةٍ قصيرة. الميسرات سيتولين أدواراً قيادية تسهم في صقل مهارات الشابات من خلال التثقيف المالي والرقمي، مما يعزز من فرصهن للالتحاق بسوق العمل وتمكينهن اقتصادياً.

قدم معسكر الميسرات تدريباً على مهارات التواصل ومراحل النضج النفسي للفتيات من بين مهارات أخرى من خلال الأنشطة المبتكرة. يهدف تحدي الحبال العالية إلى تعليم الميسرات مواجهة مخاوفهم.

قالت سهيلة الرفاعي، إحدى الميسرات: "هذه ليست مجرد ألعاب بالنسبة لنا، فهي تضيف قيمة اخرى. لقد علمتنا كسر حاجز الخوف، وشجعتنا على فعل أي شيء مهما كانت صعبة ".

قالت سهيلة البالغة من العمر ٢٢ عامًا إنها حريصة على تنفيذ ما تعلمته خلال المعسكر مع الفتيات في قريتها الحواتكة بأسيوط لأنها تعتقد أنهن بحاجة إليه.

تقول: "كل منا لديه ميزة فريدة، سأحاول استكشاف ما يميز كل فتاة، ومساعدتها على رؤيته، حتى نتمكن من العمل على تطويره."

بالنسبة إلى نادية سليم البالغة من العمر ٢١ عامًا، ساعدها المعسكر على فهم نفسها بشكل أفضل.

قالت: "أريد أن أفهم نفسي أولاً قبل أن أفهم الفتيات اللاتي أعمل معهن".

كما تعلمت نادية أيضًا الاستماع أكثر وإتاحة مساحة آمنة للفتيات للتعبير عن أنفسهن.

من جانبها قالت ماهيتاب عبد الرحيم، ٢٠ عاما ، إنها ستطبق ما تعلمته على نفسها أولا قبل أن تتمكن من تطبيقه مع الفتيات.

قالت: "سأشجع الفتيات على المثابرة وعدم السماح لأي شخص بإثناءهم عن تحقيق ما يحلمون به، لكنني سأعلم نفسي ذلك أولاً."

بدأن الميسرات بالفعل في تنفيذ جلسات مع المراهقات في قرى أسيوط وأكدوا أن اختيارهن من نفس المجتمعات والقرى يوفر مستوى من الطمأنينة والراحة.

قالت ماهيتاب: "أعرف فتاتين من الفتاتين اللاتي اشتركتا معي في الجلسات معرفة شخصية، والباقية من جيراني وهكذا. وبعد الجلسة الأولى شعرن جميعًا براحة شديدة معي".

وأضافت ماهيتاب أيضًا أنها عملت على كسب ثقة الفتيات، حتى يتمكنن من اللجوء إليها في بعض التحديات التي يواجهونها.

وأوضحت أنه بعد الجلسة الأولى، تلقت عدة طلبات من المزيد من الأهالي في المجتمع الراغبين في تسجيل فتياتهم في البرنامج.

قالت: "اتصلت بي العديد من الأسر التي لديها بنات وسألتني عما إذا كان بإمكانهن المشاركة."