"بناتك كنز ليكي، حافظي عليه واحميه،" هذا ما رددته كلمات إحدى الأغاني في أحد أندية السكان في مراكز الشباب المتمركزة في جميع أنحاء البلاد.
تُعد الأغنية التي تحمل عنوان "يا أم البنات" جزء من مبادرة صندوق الأمم المتحدة للسكان التي أُطلق عليها اسم "شمندورة" لتوظيف الموسيقى - كشكل من أشكال التعليم بالترفيه - لتعبئة الشباب والمساهمة في تغيير الأعراف الاجتماعية وزيادة الوعي حول مختلف القضايا السكانية، بالشراكة مع وزارة الشباب والرياضة ومؤسسة اتجاه.
تُستخدم الأغاني كجزء من برنامج التوعية داخل أندية السكان، حيث يقوم المتطوعون من الشباب المدربون بدعوة مجموعة تتكون من ١٠-١٥ فردًا من أفراد المجتمع للاستماع إلى أغانيهم ومشاركتهم كلمات الأغاني، ثم القيام بمناقشة حول الكلمات والرسائل المقصودة.
يقول أحد المشاركون في أندية السكان من المنيا، عبد الرحمن رضا: "نلفت انتباههم من خلال الأغنية مما يجعلهم يبدأوا بالشعور بالفضول والمشاركة في المناقشة والغناء."
ومن جانبه، قال أحد المشاركون الآخرون في أندية السكان ببني سويف، شريف خميس، إنه شعر بالإلهام عند سماع الحضور يهمهمون ويغنون الأغاني أثناء مغادرتهم المكان.
تهدف المبادرة، التي التمست مساعدة فريق زاد للفنون، إلى تمكين الشباب بأدوات مختلفة لتطوير أغانيهم الخاصة لرفع وعي مجتمعاتهم.
يجد قائد فريق زاد للفنون، محمد علي حزين، التجربة فريدة من نوعها.
ويقول محمد: "إن جلب أعضاء المجتمع الشباب ومساعدتهم في إنشاء الموسيقى والأغاني الخاصة بهم هو حقًا تمكين ليس فقط لأولئك المشاركين ولكن للمجتمع أيضًا، فالموسيقى تثري حياتهم وتوصل الرسائل بطريقة هادئة وسلمية".
وفي أواخر عام ٢٠١٩، ارتجل المشاركون الشباب ثماني أغانٍ تتناول قضايا مختلفة تشمل زواج الأطفال وختان الإناث في معسكر للموسيقى والغناء، حيث يشاركون في عدة ورش عمل.
لا تتناول ورش العمل القضايا السكانية المختلفة فحسب، بل تصقل المهارات الموسيقية للمشاركين وتعزز ديناميكيات العمل الجماعي.
وصفت إحدى المشاركات الشابات في أندية السكان بالمنيا، نور شحاتة، المخيم بأنه "مساحة لإطلاق العنان لإبداعنا".
وتقول نور: "من خلال التجربة هنا، لم أحسِّن مهاراتي في الكتابة فحسب، بل تعلمنا أيضًا كيفية مشاركة التعليقات البناءة وتلقيها دون اعتبارها نقدًا... نتشارك نفس الهدف، ونريد أن نكون بذور للتغيير".
وبسبب القيود التي فرضها تفشي فيروس كوفيد-١٩، استمرت ورش العمل عبر الإنترنت وشارك بها المزيد من الشباب من مختلف المحافظات. أنتج المشاركون ست أغانٍ أخرى ومسرحية موسيقية نتيجة ثلاث ورش عمل عبر الإنترنت نُظمت خلال هذه الفترة.
وبحلول نهاية عام ٢٠٢٠، سيكون هناك ١٩١ نادي من أندية السكان العاملة في ٢١ محافظة. تستضيف هذه الأندية أنشطة توعية مختلفة حول القضايا السكانية للشباب باستخدام أدوات مختلفة تشمل: تعليم الأقران والموسيقى والمسرح التفاعلي والرياضة والرسم.
يمكنكم الاستماع إلى أغاني مبادرة شمندورة أدناه: