أطلقت وزارة الصحة والسكان، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان واللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث والنقابة العامة للأطباء، فعاليات مؤتمر "بالطو أبيض ضد ختان الإناث"، الذي يمثل خطوة حاسمة نحو تعزيز الجهود الرامية إلى القضاء على هذه الممارسة الضارة التي تؤثر سلبًا على صحة الفتيات وتعد انتهاكا لحقوقهن.
تُعقد فعاليات "بالطو أبيض ضد ختان الإناث" في الفترة من 11 إلى 20 ديسمبر 2024، حيث تضم سلسلة من خمس مؤتمرات تستهدف 750 طبيبا لرفع وعيهم بأضرار ختان الإناث وتأثيره السلبي على صحة الفتيات، بالإضافة إلى دور الكوادر الطبية في تغيير الأعراف الاجتماعية والثقافية المرتبطة بهذه الممارسة الضارة.
ويأتي المؤتمر في إطار المشروع القومي للتنمية البشرية "بداية"، الذي يهدف إلى بناء الإنسان المصري وتمكينه.
في الكلمات الافتتاحية، عُرضت كلمة مسجلة لمعالي الأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، الذي أكد أهمية هذه المؤتمرات باعتبارها جزءًا من التنمية المستدامة في مصر تحت مظلة المشروع القومي "بداية". وأشار إلى أن ختان الإناث يمثل جريمة جسدية ونفسية واجتماعية تلحق الأذى بالفتيات، مؤكدًا أن المؤتمر يهدف إلى تسليط الضوء على دور الأطباء في مواجهة هذه الجريمة التي زادت في إطار الطابع الطبي لها. كما استعرض الجهود الحكومية المبذولة لتشديد العقوبات على مرتكبي هذه الجريمة، ورفع الوعي العام بمخاطرها.
شهد المؤتمر حضور الدكتورة سحر السنباطي، رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، والمستشارة أمل عمار، رئيس المجلس القومي للمرأة، والدكتور خالد أمين، الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء، والسيدة جيرمان حداد، الممثل المساعد ومدير البرامج بصندوق الأمم المتحدة للسكان.
سلطت د. سحر السنباطي الضوء على أهمية حماية حقوق الأطفال ودور المجتمع في إنهاء العنف ضد الفتيات، مشيرة إلى دور خط حماية الطفل 16000 في تلقي الشكاوى وحماية الناجيات.
كما أكدت المستشارة أمل عمار، على ضرورة تمكين النساء والفتيات لضمان بيئة آمنة تمكنهن من النمو وتحقيق طموحاتهن، مستعرضة جهود اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث خلال السنوات الماضية.
وشدد د. خالد أمين، على الدور الحيوي للأطباء في نشر الوعي وتعزيز الممارسات الصحية السليمة.
و من جانبها أكدت السيدة جيرمين حداد، أن ختان الإناث ليس مجرد ممارسة صحية ضارة، بل هو تحدٍ ثقافي واجتماعي عميق يتطلب شجاعة وإصرارًا للتغيير. وشددت على أهمية دور الأطباء كقادة للتغيير في مجتمعاتهم.
تخلل المؤتمر عدد من الجلسات وورش العمل التي تناولت أضرار ختان الإناث و القضايا الطبية والقانونية المرتبطة بهذه الممارسة الضارة، ودور الكوادر الطبية في تغيير الأعراف الاجتماعية والثقافية. كما ضم المؤتمر عروض تفاعلية ومسرحية قدمها الشباب المتطوعون بأسلوب مبتكر لتسليط الضوء على أبعاد القضية.
وتحدث ا.د عمرو حسن مستشار وزير الصحة والسكان لشئون السكان و تنمية الأسرة و أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية طب جامعة القاهرة في جلسة عن أخلاقيات المهنة ودعا زملائه الأطباء إلى عدم الخضوع لرغبة الآباء أو الأمهات فى إجراء جريمة الختان، والالتزام بالأخلاقيات الطبية، لما لها من أضرار على المدى القريب والبعيد وكونها مجرّمة طبياً وقانونياً.
طبقاً للمسح الصحي للأسرة المصرية لعام 2021، فإن 86% من النساء المصريات المتزوجات في الفئة العمرية بين 15 و49 عاماً خضعن للختان، 74% منهن على يد أطباء.