أنت هنا

كتبت راما محمد البالغة من العمر ٢١ عامًا في كتيب مذكرات "أنا فتاه مناضلة" الخاص بها: "أحلم بالحصول على شهادة جامعية ... أحلم بالحصول على رخصة قيادة حتى أتمكن من الذهاب أينما أريد".

"أنا فتاه مناضلة" هو نتاج شراكة صندوق الأمم المتحدة للسكان، المكتب الإقليمي للدول العربية مع Rebel Girls – وهي علامة تجارية عالمية رائدة لتمكين الفتيات، وتهدف إلى المساهمة في تربية جيل من الفتيات ملهمات وأكثر ثقة من خلال تشجيعهن على التنمية الذاتية من خلال سرد قصصهن ومذكراتهن.

قام صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر بتوزيع ٢٠٠ كتيب مذكرات على الفتيات اللواتي يزرن المساحات الآمنة - المصممة للنساء والفتيات من اللاجئين والمجتمعات المضيفة - إلى جانب الأنشطة التفاعلية لمساعدتهن على البدء.

يتضمن الكتيب الرسوم التوضيحية التي تتحدى وتحث على التفكير والعمل الفوري وتشجع الفتيات على ملء صفحاتها بأفكار مختلفة تحت عناوين: "كيف أرى نفسي" و "من حقي أن..." و "نوافذ أريد فتحها" و "أحلامي وأسراري."

كانت الصفحات التي تحمل عنوان "نوافذ أريد فتحها" هي المفضلة لريهام ماهر البالغة من العمر ٢٠ عامًا، لأنها "ترغب في رؤية أماكن جديدة والتعرف على أشياء جديدة."

تقول ريهام، إنها ملأت صفحات الكتيب بأحلامها، بالأخص أنها ترغب في "السفر حول العالم".

توفر المساحات الآمنة للنساء والفتيات من اللاجئين والمجتمعات المضيفة خدمات الاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي - بما في ذلك الخدمات النفسية والاجتماعية والقانونية والطبية – بالاضافة الى خدمات الصحة الإنجابية. تدير المساحات الآمنة وزارة الشباب والرياضة مع مؤسسة اتجاه، بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان في مختلف المحافظات، وتتيح للنساء والفتيات أيضًا مساحة للتواصل الاجتماعي وإعادة بناء شبكاتهن الاجتماعية، وتلقي الدعم الاجتماعي، واكتساب مهارات مختلفة.

تقول روضة، البالغة من العمر ١٧ عامًا، أن الكتيب شجعها على الكتابة على الفور.

"عندما تفتحي الكتيب، تشعرين بالرغبة في الكتابة فيه على الفور،" تقول روضة، "هناك أشياء أريد قولها ولكن لم اعرف كيف اعبر عنها، لكن الكتيب هو الخطوة الأولى للكتابة والتعبير عن نفسي."

أما ريهام، البالغة من العمر ١٥ عامًا، فتقول إنها تقدر خصوصيتها، ولذلك يأتي الكتيب ليشجعها على التعبير عن مشاعرها.

تقول: "كل ما أشعر به اكتبه، هناك بعض الأشياء التي لا أحب التعبير عنها شفهيًا، لذلك أكتبها في كتيب مذكراتي."

ويعتمد الكتيب على  النهج الناجح الخاص  بــ Rebel Girls مع دمج تطلعات ونضالات ورؤى الفتيات في المنطقة العربية، لاسيما المتأثرات بالأزمات الإنسانية. ومن المكونات الأساسية لكتيب المذكرات التصميم الخاص به وطريقة صياغة الرسائل التي لا تقدم مفاهيم التمكين فحسب، بل  أيضاً تقدم أسلوباً فنياً جديداً مستوحى من الفتيات في المنطقة قد تم تصميمه خصيصاً لهنّ.

تم تنظيم أنشطة لتشجيع الفتيات على استخدام الكتيب، حيث تم تقسيمهن إلى مجموعات وطُلب منهن تخيل شخصية تدعى "سحر" والكتابة عن واقعها وأحلامها وإنجازاتها.

تقول راما: "على الرغم من تقسيمنا إلى مجموعات منفصلة، فإن القصة التي تم كتابتها في النهاية مطابقة كما لو كنا جميعًا نكتب معًا." وتضيف راما أن واقع سحر وأحلامها وإنجازاتها كانت متوافقة بين المجموعات المختلفة.

روضة تردد صدى هذا الشعور.

"سحر كانت مستوحاة من واقعنا وأحلامنا ومشاكلنا الخاصة" ، كما تقول.

في جميع الروايات ، واجهت سحر تحديات وافتقرت إلى دعم والديها. كانت تحلم بالاستقلال وتكمل تعليمها.

في النهاية ، تمكنت سحر من الحصول على شهادة جامعية والعمل في مجال ذي صلة يدافع عن حقوق المرأة.

من خلال هذا التمرين ، كان الهدف من الفتيات التعرف على أهمية وجود الأحلام ومواجهة التحديات وطلب الدعم.

تقول ريهام البالغة من العمر 15 عامًا: "لقد تعلمت الكثير من قصة سحر ، لقد تعلمت أن يكون لدي أمل بغض النظر عما مررت به".