أنت هنا

تختلف تجربة أول دورة شهرية من فتاة إلى أخرى. تبدأ الدورة الشهرية عادةً بين سن ١٠ و ١٦ عامًا. غالبًا ما تساهم المفاهيم الخاطئة الشائعة ونقص المعلومات حول الدورة الشهرية في الشعور بالخزي والخوف والصدمة عندما تبدأ الدورة الشهرية. قد يكون لهذا أيضًا تداعيات أوسع مثل التغيب عن المدرسة أو الأنشطة الأخرى.
 
"كنت أشعر بأنني لست أنا، شعرت وكأنني أتغير"
كلما عرضت إعلانات لمنتجات مثل الفوط الصحية على شاشة التلفزيون، اثارت فضول سلمى*.
تتذكر سلمى قائلة: "عندما كنت طفلة صغيرة، كنت أسأل والدتي عن الغرض من تلك المنتجات، وكانت تشرح لي أن الفتيات يمررن بالتغييرات مع تقدمهن في العمر وأنهن بحاجة إلى استخدام الفوط الصحية."
تشرح أن والدتها لم تخض في الكثير من التفاصيل، لكنها حرصت على أن  تكون مصدر المعلومات الوحيد لديها.
تقول سلمى: "لم تكن تريدني أن أذهب إلى أي شخص آخر أو أن أبحث عن مصادر أخرى لأنهم قد يقدمون معلومات خاطئة."
في سن الثانية عشرة، وعلى الرغم من وجود خلفية عن الحيض، شعرت سلمى بالصدمة عندما وجدت الكثير من الدماء على ملابسها.
تتذكر أنه كان يومًا سيئًا، "لقد نسيت كل ما تعلمته من والدتي عندما رأيت الدم - لم أتوقع أن تأتي الدورة مبكرًا."
تتذكر سلمى أنها نادت على الفور بوالدتها لتأتي الى الحمام.
تقول سلمى: "ابتسمت لي وكأنها تخبرني أنني انمو."
"أخبرتني والدتي 'هذا ما تحدثنا عنه. حان الوقت'."
بدأت والدة سلمى بتعليمها كيفية استخدام الفوط الصحية والتخلص منها وكيفية الحفاظ على نظافتها الشخصية أثناء الدورة الشهرية وبعدها. وشرحت لها أيضًا كيفية التعامل مع آلام الحيض وأي أعراض أخرى.
تتذكر سلمى أنها شعرت بالحرج خلال فترة الدورة الشهرية الأولى وبقيت في غرفتها لساعات.
تقول: "لقد كنت منزعجة للغاية وشعرت بأني لست أنا، كنت أشعر بأني أتغير، لكن لحسن الحظ طمأنتني عائلتي أن هذه مرحلة طبيعية تمر بها كل فتاة."
الآن، تنصح سلمى البالغة من العمر ٢١ عامًا الأمهات بخلق مساحة آمنة لبناتهن لتثق بهن وتصادقاتهن وتنصح الفتيات بقبول التغييرات التي يمرون بها وإيجاد طرق للتعامل معها.
 
"لم أستطع التقبل أن هذا شيء يجب أن أتعايش معه لبقية حياتي"
على الرغم من حديثها مع والدتها عن الدورة الشهرية، تقول سميرة * إنها لم تكن مستعدة بعد لدورتها الشهرية الأولى.
تتذكر قائلة: "لم أستطع فهم كيف تأتي الدورة حتى حدث ذلك بالفعل ... كنت خائفة عندما رأيت الدم ولم أدرك ماذا يحدث."
تقول سميرة: "كانت لدي بعض المعلومات التي حاولت تذكرها حتى طمأنت نفسي أنها ربما تكون الدورة الشهرية الأولى."
في الفترات القليلة الأولى، كانت سميرة تواجه صعوبة في التأقلم مع التغييرات التي حدثت لها. تقول أن هذا سبب لها الكثير من القلق.
تقول: "لم أستطع قبول فكرة أن هذا شيء يجب أن أتعايش معه لبقية حياتي ... كما أنها اثارت كل هذه الأسئلة التي ذهبت بها إلى أمي لفهم لماذا يحدث ذلك؟ ولماذا يجب أن يحدث كل شهر؟"
تقول سميرة إنها كانت تصيب كل شهر بالقلق بشأن دورة الشهر القادم، وتتوتر من الآلام أو الأعراض الأخرى التي قد تصاحبها. تتذكر أنها سألت والدتها عما يجب أن تفعله في كل خطوة على الطريق.
الآن، في ال٢٥ من عمرها، تقول سميرة إنها تراقب أعراضها وأي تغيرات في مزاجها.
لتجنب أي تجارب مؤلمة للفتيات في تلك المرحلة، تقترح سميرة إنشاء خط ساخن حيث يمكن للفتيات الاتصال وطلب المشورة بشأن الدورة الشهرية.
 
"شعرت أنني فعلت أخيرًا ما كانوا يريدون مني فعله"
مقارنة بأقاربها وأصدقائها، أميرة * كانت تشعر انها تأخرت في البلوغ عندما كان تبلغ ١٣ عامًا فقط.
تتذكر أفراد عائلتها يسألون والدتها في مناسبات مختلفة عما إذا كانت قد بدأت الدورة الشهرية بعد.
تقول: "لقد جعلني ذلك أشعر بالحرج الشديد، وأشعر بأنني أقل أنوثة، كنت قلقة للغاية من دون سبب وجيه."
عندما بدأت الدورة الشهرية في الثالثة عشرة من عمرها، تقول أميرة إنه تم إبلاغ عائلتها بالكامل، بما في ذلك أعمامها وأبناء عمامها.
تقول: "كنت غير مرتاحة للغاية، لكنني شعرت أنني فعلت أخيرًا ما يريدون مني فعله."
بسبب وصمة العار المرتبطة بالدورة الشهرية وشراء الفوط الصحية - حيث غالبًا ما يتم وضعها في أكياس سوداء - تتذكر أميرة أنها تلجأ أحيانًا إلى استخدام المناشف القماشية بدلاً من شراء الفوط الصحية.
تنصح أميرة الفتيات بأن يتعلمن قدر المستطاع عن الدورة الشهرية وأن يتجاهلن أي شيء سلبي أو محرج أو مخجل قد يسمعونه.
 
"أخبرت أمي أنني أشعر بالخوف"
كانت نور* خائفة للغاية عندما بدأت أول دورة شهرية لها في سن ١٣ عامًا. تقول: "لم أكن أعرف ما الذي كان يحدث."
تشرح نور أنها حصلت على بعض المعلومات من والدتها لكنها كانت خائفة من رؤية الدم.
تتذكر قائلة: "أخبرت والدتي أنني خائفة وطمأنتني وأخبرتني أنه ليس هناك ما يدعو للخوف."
شرحت لها والدة نور كيفية استخدام الفوط الصحية، وعدد مرات تغييرها وكيفية التخلص منها.
تنصح نور الآباء بخلق مساحة لهذه الأنواع من المحادثات.
"تحدثوا إلى بناتكم، لأن تجاربهن ستبقى معهن."
 
* تم تغيير أسماء الفتيات حفاظا على خصوصيتهن